آلاء النعم



هل تعلمين بمقدار الحزن و الألم الذي يعتصر قلبي كلما فكرت في نفسي و حالي ؟


عندما أطلب منك أن تتمسكي بإيمانك و ألا ينطفئ نور الأمل في قلبك، إنما أقول ذلك لنفسي، ففي أحيان كثيرة أشعر باليأس و الإحباط من كل ما ألاقيه من حولي؛ طريق مستقبلي مظلم لأنني لا أعلمه و لا يعلمه مخلوق آخر، ربما تعد هذه مَزَيَّة كبرى؛ لأننا لو علمنا ما سيحدث في المستقبل لتوقفنا عن السعي، لو لم نذق طعم الألم و الحسرة؛ ما علمنا طعم الفرحة و السعادة، لو علمنا ما الذي سينتهي به طريقنا؛ ما بدأنا السير فيه؛ لأنه لن يكون مفروشا لنا بالورود على الدوام؛ فكما توجد الورود توجد الأشواك و بدون الأشواك لا يمكن أن تحيا الورود و يملأ عطرها الدنيا سعادة و محبة و فرحة و نشوة.


كل ذلك قد يعني أنني سعيد و قانع و هادئ و صابر، لكن حالي ليس هكذا؛ النار دوما تحرقني في داخلي و خارجي، الألم دوما يعتصر قلبي؛ ألم الرغبة في أبسط حقوقي، ألم رغبتي في إيجاد شريكة حياتي، ألم إحساسي بالقهر و الظلم و الضعف و اليأس و الإحباط.


أتذكر ربي دائما رغم كل ما أشعر به و أدعوه أن يُفرِّج عليّ ما أنا فيه و يُبدِّل من حزني فرحا و من ألمي أملا، أتذكر آلاء نعمه عليّ و رغم كل ما أنا فيه إلا إنه يوجد دوما ما يعينني على المضي و السعي و التحمل.


كنت فيما مضى أشعر بمتعة خفية في أن أكون متألما و أن أشعر بشفقة الناس نحوي، و هذا قد سبب لي الضرر البالغ و منع عني الكثير من الأمور، استطعت التخلص منه الآن، لكن لم أستطع بعد أن أتخلص من كوني متألما، أين الخير في هذا ؟! مؤكد أنه يوجد خير و إن كنت لا أستطيع رؤيته.


أكتب ذلك إليك كي تكون سلوة لكِ و لي و أن أتذكر دوما كوني لست المحبط المتألم الوحيد و أن أُذكِّر نفسي دوما أنه على الرغم من الحزن و اليأس و افتقار السعادة الكاملة، فإن لديّ الله يسمع و يرى، أثق في عدله و في رحمته و في خيره عليّ.


سأكون حُلُماً من أحلامي

إرسال تعليق

حقوق النشر © شعاع من الماضي جميع الحقوق محفوظة
x