لقد كبرت... عرفت ذلك من داخلي، ربما كان خارجي يوحي للآخرين بغير ذلك؛ لكني أشعر به في رعشة يدي عندما تمسك بالقلم و تحاول أن تكتب، أشعر به في عقلي الذي لا يستطيع أن يفكر فيما يكتبه.
هل أرغب حقا في الكتابة ؟ أم أنني فقط أود أن أستعيد ذكريات من الماضي القديم عندما كنت أكتب كثيرا و تملأ كتاباتي عليّ دنياي ؟
أتذكر المرأة التي أحببتها بمجرد رؤية ملصق به صورتها في الشارع، لم أهتم كثيرا بالمنتج المعلن عنه فقد كان جل اهتمامي بها، الملصق يهتز مع الهواء فأشعر بأن شعرها الناعم هو الذي يهتز.
كيف أصل إليها و أنا لا أعلم عنها شيئا ؟ فهي مجرد صورة كبيرة معلقة في الشارع و ليست كائنا حيا ! هل هي موجودة حقا ؟
رجعت مرة أخرى إلى وعيي باللحظة الحالية، أحاول لملمة أوراقي و فتح غطاء القلم لكي أكتب، ترتعش يداي من جديد، لا أستطيع رؤية أوراقي و لا قلمي؛ لا أرى غير وجهها يبتسم لي.