لم يكن يعرف هل لازال يحبها كما أحبها في الماضي أم أن هذا الحب قد انتهى، في بعض الأحيان يتساءل بينه و بين نفسه: هل أحبها حقا ؟ أم أن حبه كان وهما ؟
عندما شاهدها لأول مرة، كان في النادي مع أصدقائه يدخله لأول مرة بعد إلحاح منهم: "دعونا نلعب هذه اللعبة"، لم يستطع أن يتذكر اسمها، شيئا فيه كرة و مضارب.
ثم شاهدها، أبهرته هيئتها، لم يعتد أن يرى أنثى ترتدي لباسا قصيرا يظهر ذراعيها و ساقيها، مفاتنها تظهر جلية بلا رداء يخفيها، شعرها الناعم الأشقر مربوطا منسدلة منه جديلة.
نظراته إليها مفضوحة، يستطيع الآن أن يتذكر أن أحد أصدقائه أخبره أن يكف عن النظر إليها بهذا الشكل حتى لا يصيبه التعب.
منذ هذا الحين قرر أن يتحدث إليها و يعرفها؛ أصبح زائرا مستمرا للنادي، يأتيه يوميا لمدة ساعتين بعد عمله، عرف كل الأنشطة التي تشارك فيها فشارك فيها بدوره، استطاع أن يتحدث إليها، أصبحا صديقين ثم اعترف لها بحبه و بما فعله حتى ينجح في الوصول إليها، تمت خطبتهما، كان سعيدا لأنه يجرب مشاعر جديدة عليه.
كان شهر العسل رائعا، مضى سريعا ثم بدئا يمارسان حياة لم يجرباها من قبل؛ حياة الزوجين.
بدأ أسلوب تعامله معها يختلف، أصبح مضجرا، عند استيقاظه و رؤيتها بجانبه فقد كان يرغب حينها أن يهاتفها و يبث لها حبه، يشتاق إليها، لكنها فعليا بجانبه، فكيف يشتاق إلى ما بين يديه ؟!
أصبح يراها بثياب المنزل، لم تعد ترتدي اللباس القصير، أليس هو من طلب منها ذلك ؟ لماذا أصبح يكرهه الآن ؟!
شعرها لم يعد ناعما، لقد كفت عن تصفيفه، رائحتها لم تعد عطرة، جسدها بدأت تختفي منه معالمه الأنثوية واحدة تلو الأخرى.
هل أصبح يكرهها ؟ ألم يعد يحبها ؟ لا يرغب في التفكير في هذا، يبدو أنه سيرضى بنصيبه و بما كتبه الله له.