أسمع و لا شك أن الكثيرين منكم يسمعون عن الطاقة السلبية و يقرؤون عنها بين الحين و الآخر و كيفية التخلص منها، لكن البعض يجد كلاما غريبا يثير العجب و الشك؛ فما هي الحقيقة ؟ و هل تستطيع الطاقة السلبية أن تفعل ذلك ؟ و هذا بدوره يؤدي بنا إلى التفكير في المقابل لها؛ الطاقة الإيجابية.
و أنا هنا لن أتحدث عن مفهومات علمية أو ما يخبره الجميع عن الطاقة السلبية و الطاقة الإجابية لكني سأتحدث عن مفهومي الشخصي لها.
كلنا نعرف بأنه لكي تعمل أعضاؤنا لابد لها من الطاقة، و الطاقة نحصل عليها من عدة مصادر؛ من الماء و الغذاء و الهواء و غيرها، لكن هل يمكن أن نصف الطاقة بالإيجابية أو السلبية ؟ هي طاقة فقط و هي المسؤولة عن تشغيل أجسامنا؛ فكيف لها أن تكون إيجابية أو سلبية ؟!
و السؤال الآخر الذي يطرح نفسه هنا؛ هل الطاقة مسؤولة عن شي آخر غير تشغيل أعضاء أجسامنا و جعل وظائفه تعمل بكفاءة ؟
و للإجابة عن هذه التساؤلات دعونا نفكر معا؛ إذا كانت الطاقة مسؤولة عن عمل الأجهزة بداخلنا فبلا شك أن المخ هو أحد هذه الأجهزة، و المخ هو المحرك الرئيسي لكافة الأجهزة في أجسامنا؛ فماذا لو كانت الطاقة التي دخلت إلى جسمي طاقة سلبية ؟ بمعنى أنها قد أمدت جسمي بما يحتاج إليه من أجل عمل وظائفه الحيوية لكن كان لها تأثير سلبي عليه فما الذي يمكن أن يحدث لي حينها ؟
و كما هو معروف فإن العوامل الطبيعية تمدني بالطاقة التي أحتاج إليها و منها الشمس و الهواء و الماء و الغذاء، لكن ماذا لو كانت الشمس شديدة الحرارة ؟ بلا شك فإن هذا سيتسبب في شعوري بالضيق و الألم و قد يؤثر على جسمي أيضا لأنه سيأخد مني الترطيب و يشعرني بالجفاف الذي سيصيب أعضائي الداخلية و جلدي من الخارج الذي سيحترق من الأشعة.
ماذا لو كان الماء ملوثا أو طعمه غريبا، ليس كما اعتدت عليه ؟ سأشعر حينها بالضيق و الامتعاض و نفس الحال مع الطعام إن تناولت وجبة لا أحبها.
و حالتي النفسية بلا أدنى شك تؤثر على تصرفاتي مع نفسي و مع الآخرين؛ فلا يمكن لي أن أتعامل بشكل طبيعي إن كنت أشعر بالضيق و الألم، لن أتصرف بنشاط و حيوية و أنا أشعر بالجفاف و الجوع، لن أستطيع أن أستذكر دروسي أو أن أعمل جيدا لو كنت أستنشق هواء غير نقي محمل بأتربة، كريه الرائحة.
فهل هذا يمكن أن يطلق عليه طاقة سلبية ؟ لأنه أمدني بأشياء جعلتني أتصرف بسلبية تجاه الكثير من الأمور، ربما كان صحيحا.
و مع وجود الكثير من الأمور التي يمكن أن تخرجني من حالتي هذه و تقضي على الطاقة السلبية؛ بمعنى أن تمدني بالطاقة الإيجابية التي ستحسن من حالتي النفسية و تجعل تعاملي مع الأمور و تصرفاتي في الوضع الأمثل، و منها الصلاة؛ فبلا شك عندما أصلي بطريقة صحيحة و أقترب من وجهي للأرض في تضرع و أشعر بوجود الله معي فإن هذا سيهدئ من حالتي النفسية و يقضي على التوتر بداخلي.
و نفس الحال عند ممارسة تمارين الاسترخاء أو الألعاب الرياضية فإن هذا سيجعل تركيزي ينصب على ممارسة الفعل الذي ينشط دورتي الدموية و يمنح جسمي الطاقة و الحيوية.
و قد يكون عن طريق سماع أغنية تريح أعصابي أو قراءة في كتاب أو المشاركة مع رفيق في أي من الأمور، هذه الأشياء كلها تقضي على المشاعر السلبية بداخلي و تجعل المشاعر الإيجابية تحل محلها، و بمعنى آخر فإن الطاقة السلبية تنقشع و الطاقة الإيجابية تتوغل.
ليست المسميات التي نطلقها على الأمور مهمة لكن كل ما سبق هي حقائق توجد من حولنا نتعايش و نتعامل معها بشكل مستمر و لذلك فإن نجاحنا في الوصول إليها أو الخروج منها يستحق أن نعرف كيف لنا أن نفعل ذلك.
لكن كما نرى من حولنا؛ فإن الكثيرين يستغلون هذه الأمور في النصب و الاحتيال على الآخرين؛ فانتبهوا لذلك و لا تنساقوا لكثير من الأمور؛ إن شعرت بالطاقة السلبية بداخلك فافعل فقط ما تحبه و ما يمتعك و ستتخلص منها و ستحل محلها الطاقة الإيجابية التي تمنحك الهدوء و السكينة و السعادة.