المصباح السحري (للكبار فقط +18)

تعاملي مع جوجل بدأ زي ما أي حد فيكم بدأ تعامله معاه؛ إنه أشهر محرك بحث موجود على الإنترنت كله فكانت أي حاجة بادور عليها بادخل على جوجل و أكتب عبارات البحث و أسيبه يجيبها.




و الحقيقة إن جوجل اتطور كتير جدا على مر الوقت فالبحث بقى أفضل و بيتحسن أكتر طول الوقت و كمان أضافوا عليه خدمات تانية كتير نافسوا بيها شركات و مواقع مختلفة زي خدمة البريد الإلكتروني و المدونات - زي المدونة اللي انا باكتب لكم فيها دي - و طبعا يوتيوب و الترجمة و غيرها كتير و ده اللي خلى جوجل يبقى أسلوب حياة متكامل لناس كتير.


و عشان جوجل تحسن و تطور من خدماتها أكتر ما اهتمتش بس باللغة الإنجليزية و لكناتها المختلفة اهتمت كمان باللغات التانية و من ضمنها طبعا اللغة العربية اللي بيتكلمها عدد مهول من الناس حوالين العالم و للسبب ده حبت جوجل إنها تقدم خدمة البحث الصوتي بتوقعات حقيقية مش معتمدة على تخمينات الآلات و ده اللي خلاها عينت بعض الأشخاص من الدول المختلفة عشان يسمعوا عبارات البحث اللي الناس بيقولوها و تتكتب بكلمات و لما حد يبحث بعد كده عن نفس الشيء باستخدام الصوت حيطلع له النتيجة الصحيحة لإنها متسجلة عنده بكلمات مكتوبة.


طبعا شيء متميز و يحترم من جوجل اللي خدمة البحث بتاعته بقت عاملة زي المصباح السحري اللي الناس بتطلب منه حاجات كتير و فعلا بيقدر يجيبها لهم لكن ده ميخليش الناس تعتبر جوجل فعلا مصباح سحري يجيب لهم حاجات مستحيلة لإنه بيدور على الإنترنت بس يعني مش حيجيب لك لحد عندك مثلا طبق كشري تقعد تضربه و أنت قاعد.


طبعا حتقولوا إني ببالغ، لكن من حسن حظي إني حاليا لحظة كتابة المقال اللي بتقروه دلوقت واحد من الناس اللي بيشتغلوا في الخدمة دي؛ بمعنى إني باسمع مقاطع البحث الصوتي و أكتبها بالكلمات و رغم إنه شغل مؤقت إلا إن مرتبه الحمد لله ممتاز بالإضافة إنه مثير و عرفني مع الأسف على بلاوي كتير حاعرضها عليكم عشان سببين أول سبب إنكم تاخدوا بالكم و تاني سبب إنكم تشاركوني الشلل اللي بيحصل لي كل يوم من ساعة ما بدأت الشغل في المشروع ده.


أول حاجة مع الأسف زي ما كلكم حتقدروا تخمنوا أكتر حاجة بيتم البحث عنها هي الأشياء الإباحية، خدوا عندكم بقى أفلام على مقاطع على صور يمكن أكتر شيء كويس في المشروع ده إن الشركة اللي أنا شغال معاها اتفقت مع جوجل إننا حنتخطى كل المقاطع الإباحية و الشتايم و منكتبهاش.


تاني حاجة على طول بيتم البحث عنها - و ده حيخليكم تستغربوا زي ما أنا استغربت - أغنية مفيش صاحب بيتصاحب، اللي يقول مهرجان و اللي يقول أغنية و اللي يقول الجزء التاني - مش فاهم أنا جزء تاني إزاي من أغنية يعني - و غيرها المهم إن دي تاني أكتر حاجة المصريين بيبحثوا عنها على الإنترنت.


تالت حاجة على طول في الترتيب مسلسل هندي مدبلج عربي اسمه النظرة الثانية، أنا معرفش إيه نظام المسلسل ده بالضبط و مش فاهم إيه سر البحث عنه بشكل متوسع كده، ما علينا.


و الشيء الأعجب من كده هي طرق المصريين في البحث عن اللي هما عايزينه، فيه واحد مثلا بيتكلم معاه كإنه بيتكلم مع بني آدم؛ زي واحد يقوله:


"هات لي كل ألعاب القطط اللي عندك".


و غالبا هو ده اللي خلى جوجل يجيب بني آدمين حقيقيين عشان يتعذبوا و منهم العبد لله.


لما ألاقي مثلا واحد بيسأل:


"فيه برنامج للتطبيقات كان على التليفون قد من قيمة ساعة عاوز أنا البرنامج ده".


المشكلة لما بعت ده للزملا و باقولهم شاركوني الشلل اللي يرد يقولي هاتهوله يا عم و اللي يقولي بسرعة ألا ده غبي و حيشتم بعد شوية.


تخيلوا كمان لما أسمع صوت طفل صغير بريء يقول لي:


"تعذيب المرأة بالكهرباء".


أنت بتبحث ليه يا ابني عن تعذيب المرأة بالكهرباء بالظبط ؟!


خدوا عندكوا كمان الطرق المبتكرة في البحث عن الأغاني و الناس اللي مش بتستكفي إنها تقول اسم الأغنية، لأ بتستعرض كمان مواهبها و يغنوها:


"يرضيكى يا أم الحنة ابنك حنة جاي يزاولنا مسك الطوبة حدفها علينا كسر قزازنا وقّف حالنا معلش يا عم أباظة أما ييجي أبو حنة ظاظا احكي له عن الغلاسة اللي عملها معاكوا الحنة فضولنا إخوانا السكة مش عايزين إحنا نعجن ولا نخبز بيها".


خدام اللي جايبينك أنا بروح أمك عشان أقعد أسمع صوتك المعفن و أعيد في المقطع كل شوية عشان أكتب اللي سيادتك بتقوله ؟!


و لما ألاقي واحد ييجي قايل:


"عايزك تجيب لي حلقات مسلسل سيدة القصر يا ابن الكلب"


طب يعني بتشتم ليه يا كابتن ؟! ده محرك بحث آلي و الله مش بني آدم.


و إبداع الأطفال الصغار مش بيتوقف على كده لما ألاقي مثلا حد من الزملا بيقول لي إن فيه طفلة صغيرة بتقول:


"أنا عايزة ألعاب البنات اللي انا طلبتها منك الصبح وانت مش راضي تجيبهالي".


جوجل الحيوان كسر بمشاعر البنت أكيد أبوها هو اللي شتمه فوق ده.


سيبكم بقى من الشتيمة لما ييجي شخص حونين و عاطفي يقوله:


"لو سمحت عايز فيلم عيال حريفة".


و ييجي عاطيله بوسه في الآخر، هو أنت عايز الفيلم و لا عايز حاجة من جوجل و بعدين خد بالك ده اسمه جوجل يعني مذكر و لا أنت إيه نظامك بالظبط ؟!


و لا اللي ييجي و يقول لي:


"أنا سقعان قوي"


ما تتقل هدومك و لا تتغطى بطانية و لا أشرب حاجة سخنة و لا أنت عايز إيه بالظبط ؟ لا مش أنا  يا حبيبي (بصوت علي ربيع).


أو لما ألاقي واحد داخلي و بيقول:


"عايز صور هيفاء هيفااااااااااااااااء".


و لكم أن تتخيلوا الطريقة اللي بيقول بيها ! يا عم اهدى هو حيجيب لك صورها مش حتلاقيها عندك في الشقة يعني.


و أفظع حاجة بقى الناس اللي بتدخل في الخط؛ يعني يكون واحد بيسجل عبارة البحث و ييجي حد من بره يتكلم أو يوجه له كلام، زي إيه مثلا ؟ خدوا عندكوا: -


"حالة الطقس في المنصورة"

"لم الهدوم ياله" 


العبارة الأولى دي اللي بيطلب من جوجل، العبارة التانية دي أمه بتطلب منه.


"المقاولين العرب"

" و بيغزها في دراعها ويشتمها"


العبارة الأولى دي الشخص اللي بيبحث، العبارة التانية دي واحدة بتتكلم عن واحد بيغز واحدة في دراعها و بيشتمها على أساس إنه مستمر في فعل الغز و فعل الشتيمة على طول، طيب هو دراعها ساكت على الموضوع ده ؟ عادي بالنسبة له يعني؟


"ألبوم الجديد لأنغام أغاني ألبوم الجديد بتاع أنغام".

"ع الوكسة اللي انتي فيها، متهورة و عبيطة و مش عارفة".

"اصبري يامه".


دي واحدة بتدور على أغاني أنغام و أمها مش صابرة عليها لما تخلص بحث، بس هي مش عارفة إيه بالظبط يا حاجة ؟


"عايز سمك قرش أشوفه في البحر".

"هات يا زفت الطين".


العبارة الأولى دي الظاهر واحد عايز جوجل يوديه البحر يشوف سمك القرش هناك و العبارة التانية دي أمه بصوتها الحنون و كلماتها الرقيقة عايزاه يديها حاجة.


يا سلام بقى على الناس اللي بتطلب حاجات مش مفهومة يعني مثلا لما ألاقي واحد بيقول:


"كيف نطلع الحسونة من الجفص؟" - الللي هو القفص يعني -.


عموما هي حاجة بسيطة، افتح القفص و طلع الحسونة و اقفل القفص تاني.


و يا سلام بقى على الناس اللي بتستظرف و لما يكون الاستظراف ده جاي من طفل صغير:


"آلو؟ مين معايا؟ حسن كباية لو سمحت".


يا ابني حرام عليك بقى ارحمني !


"أريد نشيد أؤلفه من دماغي"


و حياة أمك ؟! طب أعملها لك إزاي دي !



و لما واحد تاني يسأل:


"إزاي أألف مهرجان؟"


هي ناقصاك أنت كمان ؟


الحاجات السيئة التانية اللي صادفتني أن الناس الظاهر وصلت لمرحلة كبيرة من السعار زي واحد بيبحث عن حاجة إباحية و بيقول الألفاظ و فيه عنده صوت تلاوة من القرآن شغال، يعني مش عامل احترام او حاسس بأي خجل، شيء مقزز فعلا.


ختمتها بقى واحدة فلاحة، الهانم بتقول لجوجل:

"عايزه أفلام جلة أدب".


على فكرة يا أمه، كلمة "جلة أدب" دي ليها معاني كتير؛ ممكن جوجل يجيب لك ناس بيشتموا بعض، ممكن يجيب لك ناس بيتكلموا في السياسية (أيوه دي حاليا جلة أدب) أو يجيب لك ناس بيتعاركوا مع بعض فلو انتي عايز جلة الأدب فعلا و مش مستحية من ده اتعلمي تقوليها بالألفاظ البسيئة بتاعتها (البذيئة يعني)، و بعدين مش أنتوا أصلا بتتجوزوا بدري ؟ ما تخلي أبوكي يجوزك و تعيشي في "جلة الأدب" و لا مصيبة تكوني متجوزة فعلا و جوزك "كتير الأدب" ! جرالكوا إيه يا فلاحين مصر، ده زمان الفلاح كان عليه عزقة فاس بتشق الأرض، دلوقت مش عارف يعمل شوية "جلة أدب"!


لكن كل اللي قريتوه ده مش مشكلة كبيرة قوي المشكلة الأكبر في اللي حاقوله لكم دلوقت لما أسمع مقطع صوتي لواحدة بتستهبل و بتقول:


"حسن، رد عليا يا بيبي متطنشنيش، حسن أنا قاعدة أرجع من الصبح و دايخة".


طبعا واضح جدا إن دي مش عبارة بحث، ده تسجيل من برنامج محادثة، الله أعلم الموضوع ده حصل إزاي، وارد إن الناس من غير ما تقصد شغلت الخدمة فسجلت أو يمكن جوجل أخد مقاطع من برامج المحادثة، و ألاقي من ده كتير بقى؛ ناس بتتكلم بكل تلقائية و طبيعية و هي مش واخدة خوانة اللي بيقول أسماء كاملة زي ما مكتوبة في البطاقات و اللي بيقول أرقام تليفونات و غيرها من الفضايح، ربنا يحفظنا.


بس السؤال اللي أنا باسأله من ساعتها و نفسي ألاقي إجابة عليه؛


هو حسن بيطنشها ليه ؟ و هي قاعدة من الصبح بترجع و دايخة ليه ؟ أنت عملت عملتك و خلعت خلاص يا أبو علي ؟


سأكون حُلُماً من أحلامي

5 تعليقات

  1. هههههههههههه حتلي واحد شاس مع شندوتش
    1. ده إيه ده يا سولم؟
  2. جميل
  3. ههههههههههههههههههههه
  4. 😂😂😂 تحفة بجد ههههههههههههههههههه
حقوق النشر © شعاع من الماضي جميع الحقوق محفوظة
x