آيل للسقوط


"أرغب من كل شخص فيكم أن يلتقط صورة تصلح للنشر الصحفي".


قالها لنا محاضر ورشة الصحافة، لم أكن أعرف بعد أو استطعت أن أحدد ما الذي ينبغي عليّ أن ألتقطه؛ فأنا لست مصورا، بل إنني حتى لست صحفيا، لقد دخلت هذه الورشة من أجل أن... ؟!

لماذا دخلتها ؟ ما الذي دفعني لهذا الأمر ؟!

اكتنفتني الحيرة حينما مر هذا السؤال بذهني؛ فنفّضته عن رأسي و واصلت الاستماع إليه:

"إذا أتى أحد منكم بصورة تصلح للنشر سأنشرها في الجريدة باسمه".

يبدو أن المنافسة ستكون محتدة هكذا، حسنا لن تضيرني المحاولة.

نزلت بعد أن انتهت المحاضرة و أخذت أتجول في الشوارع، أبحث عن صورة أستطيع أن ألتقطها و تكون صالحة للنشر الصحفي، وجوه الناس عادية و طبيعية، مكتئبين بالفطرة التي أمسينا عليها، المحلات على حالها، يقف فيها أصحابها و من يرغبون في الشراء أو فقط في تسلية أوقاتهم بالمشاهدة أو التحسر على عدم استطاعتهم جلب ما يتم عرضه، الازدحام طبيعي في هذا الوقت، لم أجد شيئا يمكنني أن ألتقطه.

"حسنا، فلأخرج ناحية البحر كي أعود إلى منزلي"،

قلتها لنفسي ثم وضعتها موضع التنفيذ، يبدو أنني لن أجد ضالتي.

و أنا متجه إلى الخارج، وجدت في الشارع الذي يفصل طريق البحر عن الطريق الداخلي، عقارا آيلا للسقوط، يوجد أسفله مطعم مغلق تحت اسم "حضرموت"، ابتسمت ساخرا من المفارقة، ثم قلت لنفسي:

"هذه هي !"



سأكون حُلُماً من أحلامي

إرسال تعليق

حقوق النشر © شعاع من الماضي جميع الحقوق محفوظة
x