"يعني إيه ما لهمش حق ؟! ليه بتدي لنفسك حق إنك تختار عقيدتك و فكرك و مش بتمنحه للناس التانيين".
"و هما الناس التانيين دول صح ؟ دينهم أصلا باطل".
"ده من وجهة نظرك أنت، لكن هما مؤمنين بدينهم زي ما إحنا مؤمنين بدينا و شايفين إن هو الصح".
"و أنت وجهة نظرك إيه ؟"
"وجهة نظري ؟! أنا اسمي أحمد ! و مش معنى إني باقول إن الناس من حقها تعيش و تختار إني أكون مؤمن باختياراتهم".
"يعني أنت موافق إن كل شارع و كل حتة تبقى فيها كنيسة ؟"
"و إيه اللي حيضرني في كده ؟! ما يبقى في كل شارع كنيسة ! هو ده معناه إني حابقى مجبر أروح أصلي فيها !"
"لأ عندك ! ما ينفعش أساسا إن كنيسة أو أي مكان عبادة غير إسلامية تتبنى في مصر ؟"
"إزاي يعني ؟!"
"أي كنيسة مبنية أصلا، أنت مش من حقك كمسلم إنك تهدها و لا تمنعهم يروحوا يصلوا هناك، لكن لو الكنيسة دي وقعت أو اتهدت ما ينفعش تتبنى تاني".
"و أنت مالك ؟ هو أنت اللي حتبنيها ؟! هما اللي حيبنوها !"
"لأ حتى هما مش من حقهم يبنوها !"
"أنت بتجيب الكلام ده منين ؟! يعني هما يمارسوا عبادتهم عادي، لكن ما ينفعش في حالة لو مكان العبادة ده وقع بأي طريقة إنهم يبنوه تاني ؟ طيب حيتعبدوا فين لما الأماكن كلها تتهد أو تقع ؟ هو فيه أصلا دار عبادة ممكن تقعد طول العمر ؟ طبيعي يحصل أي شيء يتسبب في إنها تقع أو تتهد أو تحتاج ترميم، إذا كانت الكعبة نفسها اتهدت كذا مرة و اتعاد بناءها و اترممت كتير ؟!"
"أنا خريج أزهر على فكرة، و عارف اللي باقوله ! ما فيش أي مبرر في كلام ربنا و لا كلام الدين، إحنا لازم نسمعه زي ما هو و ننفذه !"
"هات لي آية واحدة أو حديث يثبت الكلام اللي بتقوله ده ! لما ربنا يبقى مش كارهنا أصلا على الدين و لا على عبادته، تيجي أنت كإنسان عايز تجبر الناس !"
"فين الإجبار ده ؟ !"
"مش هما اللي كل شوية تتهد ليهم كنيسة و يموت منهم ناس و تتفجر أماكن عبادتهم ؟"
"و هو مين اللي بيفجرها ؟"
"عايز تقول الدولة يعني ؟!"
"طبعا الدولة و حبيب العدلي، هما اللي بيعملوا كده".
"حبيب العدلي مشى من زمان على فكرة".
"بس دولته و فكرها لسه مستمرين، هما عايزين يشوهوا صورة المسلمين و يظهروهم بمظهر الإرهابيين".
"صدقني هما مش محتاجين لكده، ما شاء الله اللي عندنا كفاية !"
صدق أو لا تصدق، محادثة حقيقية وقعت ما بيني و بين أشخاص في أحد الأماكن، و اللي بتأكد على حاجة واحدة؛ المشكلة في عقول الناس و جهلها و فكرها، المشكلة إن فعلا فيه تعصب ديني بيدي لهم تبرير على كل شيء يحصل و بيتعمل، اللي بيفهموا من خلاله إن هما بس اللي من حقهم يختاروا و إن اللي اختاروه هو الصح، أنا مؤمن إني صح، و غيري مؤمن إنه صح، لكن مش من حقي إني أختار لغيري الصح و أسلبه حقه في إنه يختار، حتى لو اختار الغلط.