تعرف على الكرسي الفولة



(مقال كتبته خصيصا لموقع http://homytouch.com)


هذا الشيء ليست له كلمة عربية !


ذلك ما وجدته حينما بدأت بحثي لكتابة مقال عن Bean Bag، الجميع يعرفونه كأحد المقاعد المريحة التي تستخدم عادة للتسلية أو من باب الترفيه، و كما هو الحال مع مجتمعنا العربي و المصري؛ فلم يهتم أحد بترجمة اسمه إلى العربية؛ لأن الناس عادة ما تستخدم الألفاظ الأجنبية في أحاديثها و مصطلحاتها، حتى مع الأشياء المعروفة بأسمائها العربية.



صادفني كذلك أمر آخر؛ أن الحديث عن هذا الكرسي في العربية يقتصر على أماكن بيعه و شرائه و طريقة صنعه في المنزل بخامات بسيطة؛ لذلك فقد بدأت أبحث فيما كتب عنه باللغة الإنكليزية كي أستخلص منها المعلومات عن هذا الكرسي الذي أصبح له إقبال جيد إلى حد ما في الأسواق العربية و المصرية.


ترجمة المصطلح الحرفية هي "حقيبة الفول"، و هذا الأمر ليس فقط نابعا من شكل الكرسي الذي يشبه حبة الفول المدمس، لكن لأن طريقة صنعه الأولية كانت عن طريق حشوه من الداخل بحبات فول مجففة، - و بعض من يقومون بصنعه في منازلهم يضعونها بداخله بالفعل –، لكن مع التطور و ليكن بشكل أكثر رقيا، تمت الاستعاضة عن حبات الفول في الشركات المصنعة بمواد بولي سترين و بولي فينيل كلوريد و بولي مير، و هي مواد تشبه اللدائن – البلاستيك – تصنع عادة على شكل كرات صغيرة الحجم، و تدخل في العديد من الصناعات الخاصة بالتعبئة و التغليف و العزل.


ربما هذا ما جعلني أقرر أن أطلق عليه اسم "الكرسي الفولة"، إن لم يثر هذا الاسم إعجابك يمكنك أن تظل مستخدما للمصطلح الإنكليزي الذي يشتهر به.




و أول كرسي فولة تم تصميمه من قِبل الثلاثي بيرو غاتي Piero Gatti و سيزار بولياني Cesare Paolini و فرانكو تيودورو Franco Teodoro، في عام ألف و تسعمائة و ثمانية و ستين و الذي تم طرحه عن طريق الشركة الإيطالية زانوتا Zanotta للعامة في عام ألف و تسعمائة و تسعة و ستين كقطعة أثاث، و قد تم الترويج له على أنه مناسب للموظفين ليجلسوا عليه في أوقات الراحة من العمل.


و كرسي الفولة الأصلي أطلق عليه اسم ساكو Sacco، و كان يشبه شكل الكمثرى و مصنوع من الجلد و معبأ بمادة بولي سترين، و هو مازال يصنع بهذا الشكل و الاسم حتى الآن.


لكن الأمر لم يقتصر من مصنعيه على أن يكون كرسيا فقط، بل اتسع الأمر ليتخذ أشكالا أكبر في الحجم؛ لذلك ستجد السرير الفولة و الأريكة الفولة أيضا، و كلها يتم صنعها من أنواع الجلد المختلفة و من القطن و الفرو في بعض الأحيان أيضا.




و يتميز الكرسي الفولة بأنه مضاد للمياه؛ لذلك يمكن استخدامه على حمامات السباحة أو على شواطئ البحر أو الحدائق، كما أن أسعاره زهيدة مقارنة بأسعار الكراسي و الأرائك و الأسِرّة العادية و تعطي شكلا جماليا و راحة أكبر عند استخدامها.


و يتعدى استخدام الكرسي الفولة إلى الأغراض الطبية أيضا؛ فيتم الترويج له أحيانا على أنه يساعد الأطفال الرضع الذين يعانون من الإمساك و التقلصات، كما أنه مناسب للمصابين بمتلازمة الرأس المسطحة – و هي حالة يولد بها بعض الأطفال بجماجم مسطحة من الخلف و لعلاجها تتطلب عملية تجميلية بسيطة و تغيير وضعيات النوم؛ لذلك فإن استخدام كرسي الفولة للمصابين بهذه الحالة أمر يساعد على تعديل أشكال رؤوسهم -.




و الواقع أنه بعد بحثي عن الكرسي الفولة تحمست أن أحصل عليه؛ فالمقاعد و الأرائك العادية لم تعد مريحة كما كانت من قبل، و أعتقد أنه جدير بتجربته و اقتنائه.


سأكون حُلُماً من أحلامي

إرسال تعليق

حقوق النشر © شعاع من الماضي جميع الحقوق محفوظة
x