حينما يعتزم الرجل على الزواج؛ فإنه تقابله العديد من العوائق الاقتصادية التي تحول دون تحقيقه أو تجعله أكثر صعوبة من أن يتم بشكل سريع، و ترجع أسباب هذه العوائق إلى العادات و التقاليد في المقام الأول؛ متضمنة حب المظاهر و غيرها. و لكي تكون ـ أيها الرجل ـ على علم بما سيقابلك من مآسٍ و أوجاع في سبيل تحقيق حلمك و ارتباطك بشريكة حياتك، أعرض عليك أهم العوائق التي ستصطدم بها : -
الشقة : أول شيء يهتم به أهل العروس هو أن يسألوك عن امتلاكك لشقة، و الشقة تعد هي أصعب عائق سيقابلك؛ لأنها الأعلى تكلفة في مطالب الزواج كافة و الأكثر صعوبة في امتلاكها؛ فهي حسب العادات و التقاليد تقع بأكملها على العريس. و بالطبع نظرا لعدم توافر فرص عمل بمرتبات مناسبة تساعد على امتلاك الشقة أو حتى دفع مقدمها و أقساطها، و مع ارتفاع سعر صرف العملات؛ فإن ادخار ثمن الشقة يعد شيئا شديد الصعوبة يقترب من المستحيل عند الكثيرين، اللهم إلا إذا تمت مساعدتك من قِبل والدك، لكن هل كل والد يمكنه أن يساعد ابنه في شراء الشقة ؟ و ماذا عن باقي مستلزمات الزواج ؟!
الشبكة : هل استطعت أن توفر ثمن الشقة ؟ هذا أمر عظيم، لكن ماذا عن الشبكة ؟ الشبكة من أكثر معوقات الزواج سوءً خاصة في المجتمعات العربية التي تستلزم شكلا معينا لها و ألا يقل سعرها عن كذا، و أن تكون ذهبا عيار كذا على الأقل؛ فماذا ستفعل لتوفرها ؟ هل ستفكر في الاقتراض من أبيك مرة أخرى ؟ و هل سيكون مازال ممتلكا بعض الأموال بعد أن ساعدك في شراء الشقة ؟!
الأثاث : إذا كنت سعيد الحظ و موفقا و استطعت الإتيان بالشقة و الشبكة، فماذا عن الأثاث ؟ ربما أن العادات و التقاليد ستكون عاملا مساعدا لك هنا لأن أثاث المنزل تتحمله العروس أيضا، و تحديدا الأجهزة الكهربائية و مستلزمات المطبخ، لكن ماذا عن بقية الأغراض ؟ هناك الخشب الذي ارتفع سعره كثيرا، و الأطقم الصينية، و بعض غرف المنزل التي ستكون ملزما بتجهيزها ـ تحديدا غرف النوم و الاستقبال و الطعام ـ. أنصحك حينها ألا تفكر في أبيك مرة أخرى، أعتقد أنك قد تسمع منه ما لم يخطر على بالك من قبل !
فستان الفرح : على حسب العادات و التقاليد أيضا، فإن فستان الفرح ستكون ملزما بأن تجلبه لعروسك، و بعض العائلات سيرفضن بشدة أن تقوم بتأجير فستان أو تستخدم عروسك فستانا استخدمته إحدى قريباتها أو إحدى قريباتك؛ فهي لن تظهر بما ظهرت بها غيرها و يجب ألا تكون أقل منهما أو يقول عليها أحد أنها شحاذة أو متسولة؛ لذلك يجب عليك حينها أن تتحمل تكلفة فستان جديد و الذي ستقوم عروسك الحبيبة بارتدائه لمدة ساعات معدودات في ليلة واحدة، ثم تقوم بإلقائه في خزانة ملابسها ما تبقى لها من عمر !
قاعة الفرح : استطعت أن توفر ثمن فستان الفرح، لكنك بالطبع لن تقوم بارتداء قميص و بنطال في فرحك؛ فيجب عليك حينها أن توفر ثمن بذلتك التي سترتديها، ربما كانت هذه أقل مشكلة؛ فلو كنت تمتلك بذلة جيدة سوداء اللون أو داكنة، يمكنك أن تقوم بإجراء تغييرات طفيفة عليها فتظهر كأنها جديدة ـ كأن تضيف إليها ياقتين جديدتين و تغير القميص و تأتي برابطة عنق أخرى ـ، و حتى لو تكلفت ثمن بذلة جديدة فلن تكون بربع ثمن فستان الفرح الذي سترتديه عروسك، و المثير للسخرية أنك سترتديها فيما بعد و لن تلقيها في خزانة ملابسك بعد استخدامها مرة واحدة.
لكن ماذا عن سعر تأجير القاعة نفسها ؟ و مصاريف تجميل عروسك الحبيبة ؟ و الزفة ؟ و الأكل الذي سيتناوله الضيوف المهنئون ؟ و كعكة الفرح التي يجب أن تكون أربعة أدوار على الأقل ؟ و منسق الأغاني التي سترقص عليها مع عروسك و مع أصدقائكما ؟ هل تعتقد بعد كل ما قرأته أنك سيكون عندك المقدرة على أن ترقص ؟! ملحوظة : أبوك هنا لن تسمع منه شيئا؛ فأنصحك إن كنت ترغب في الزواج و الإنجاب ألا تخبره.
الحل : بوصفي كاتب لهذا المقال، أعاني مثل كل شباب جيلي من هذه الأمور، لكني لم أرتبط بعد و ربما أفكر جديا في عدم الارتباط بعد أن طافت هذه الأمور برأسي، لكن أعتقد أن الحل هي أن تحسن الاختيار؛ فلو اخترت الفتاة المناسبة التي يعلم أهلها ما نعانيه من ظروف و مصاعب و مشاق، سييسرون عليك و لن يطالبوك بما هو فوق قدرك و طاقتك، و إن كانت مَن اختارها قلبك، أهلها ليسوا هكذا؛ فكان الله في عونك، ربما وجدت حلا فيما بعد أستطيع طرحه عليك.