مش باحب الكورة و لا بافهم فيها و لا بتفرق معايا في أي حاجة، لكن كنت باحب أشوف فرحة الناس؛ لإن الناس بقت مش عارفة تفرح بإنجازات بتحقق لهم هما منافع و فوايد، كان حلم الوصول بس لكاس العالم - مش إننا نحصل على البطولة - موجود في كل الناس اللي بيعشقوا الكورة و حتى اللي بالنسبة لهم عادية - تقريبا أنا الوحيد في مصر اللي الموضوع مش فارق معاه خالص -
عرفت النهارده و أنا في المركز الرياضي اللي باتمرن فيه إن المنتخب فاز لإنهم كانوا مشغلين شاشات العرض على المباراة، حتى إن المدرب بتاعي قال لي "إحنا صعدنا يا أحمد" ! و هو فرحان جدا، المهم رحت عشان أبدأ التمرين بتاعي لاقيت خبر على الشاشة حرق لي دمي و استفزني جدا:
"الرئيس السيسي يأمر بصرف مليون و نصف جنيه لكل لاعب".
ليه الخبر يحرق دمي ؟ لأكتر من سبب : -
أولا : أنا مش مقتنع أصلا إن 22 واحد يجروا ورا حاجة مطاط عشان يزقوها في شبكة ياخدوا كل الفلوس اللي بياخدوها كمرتبات و مكافآت ليهم، و فيه ناس تانيين بيشتغلوا و يشقوا في البلد في حاجات أكثر أهمية و فايدة و مش بياخدوا عشر المبالغ دي حتى، بل إن فيه ناس تانيين عايزين يشتغلوا و مش لاقيين شغل أساسا، و ناس تانيين بياخدوا أقل من حقوقهم و كمان بيتاخد منهم ضرايب و سلع ترتفع تمنها عليهم و على حساباتهم الصغيرة في البنوك لما يسحبوها تتاخد منهم فوايد و الناس اللي معبيين ملايين ما تتاخدش منهم أي حاجة، منطق غريب و بيدل على إن الشخص العادي في البلد دي كل اللي من حقه إنه يفرح عشان غيره ياخد تمن الفرحة دي اللي هو أصلا ما يستحقهاش.
ثانيا : اللي بيتقالنا بقالنا 3 سنين إننا المفترض نستحمل و إن البلد بتمر بأزمة، طيب الأزمة دي موجودة إزاي و بتتصرف المبالغ دي كلها ؟! و لو موجودة ليها اللي بيدفع تمنها الناس الفقرا و محدودي الدخل، في حين إن الأغنيا اللي مش محتاجين أصلا هما اللي بياخدوا كل المميزات و الأزمة دي مش بتأثر عليهم بأي شيء، بالعكس بيزيدوا و بياخدوا أكتر.
ثالثا : و أنا ماشي في الشارع أسمع عمرو أديب - مش متعود أقول ألفاظ بذيئة - بيقول كل واحد حياخد مليار، أنت مالك ؟ يعني إيه أنا مالي ؟ مالي طبعا ؟! هي الفلوس دي حياخدوها منين بالضبط هل سيادتك اللي حتدفعها من جيبك و لا سيادة الرئيس هو اللي حيدفعها من جيبه ؟
كل مدى باكره الكورة و النظام اللي ماشية بيه البلد أكتر و أكتر، لو الفلوس دي كلها موجودة و ناس بياخدوها بدون وجه حق، و ناس تانية محتاجين أقل يتاخد منهم و تتضيق عليهم عيشتهم و حياتهم، و مع كده يبقوا مبسوطين و فرحانين، يبقى يستاهلوا كل اللي بيجرا لهم، المشكلة إن كلنا بندفع معاهم التمن من حياتنا و فلوسنا و كرامتنا
