أمل في بكرة


فيه كلام خاص بالأوضاع اللي بنمر بيها حاليا في بلادنا عايز أقوله و عارف إنه حيزعل ناس كتير، بس شايف إنه كلام لازم يتقال من بعد موضوع إعلان القدس عاصمة لدولة الصهاينة،



كتير من الناس بيكتبوا عبارات شجب و تنديد و إهانات، أكيد ده شيء مطلوب بغض النظر إنه مش حيصنع أي تأثير، لكن زي ما النبي عليه الصلاة و السلام قال:
{من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان}

لكني لقيت بعض الدعوات الحماسية غير المنطقية من ناس كتير، زي إن المفروض إن الشباب يروحوا يحاربوا و إنهم المفترض يقاطعوا المنتجات الأمريكية و الصهيونية، و إنهم عبارة عن مجموعات لا تتحمل المسؤولية و تافهين و سطحيين و إنهم بيتلموا قدام مطاعم الوجبات السريعة اللي بتنتمي للدولتين و بيقفوا بالطوابير قدام السفارات و غيرها

باعتذر للكلام اللي حاقوله ده، بس لو حضراتكم يا أصحاب الأجيال السابقة لو عايزين تلوموا حد، المفترض تلوموا أنفسكم؛ لإنكم السبب الرئيسي في كل البلاوي اللي إحنا بنعيشها دي؛ تأيدكم السابق للضباط الأحرار بكل المساوئ اللي كانوا بيعملوها، أنا باعترف إني باحب الأعمال الفنية اللي أنتجت في الفترة دي، لكني باحب فيها الفن ذاته و الإحساس الصادق اللي كان بيغلب على صناعها و الأمل اللي كانوا عايشين فيه، اللي اكتشفوا مع مرور الوقت إنه زائف، لكن إن القصص تتكرر بنفس الأسلوب و الطريقة و الأشخاص، و نفضل عايزين نعيش في نفس الأمل الزائف اللي عيشتوا فيه ده ؟!

و إحنا كشباب اتنبحت أصواتنا و فيه مننا اللي اتصاب و اتقتل و اتسحل، و فيه مننا اللي اتخرج بقاله مدة و مش لاقي وظيفة محترمة و لا عارف آخرة حياته إيه، و فيه مننا اللي كوّن أسرة و مش عارف هل حيقدر يكفيهم و لا لأ، و فيه مننا اللي خايف يكوّن أسرة بسبب الظروف و الأوضاع، و بعد كل ده تطلعوا كمان تشتمونتا و تهينونا على إننا أسباب الخراب و إننا تافهين و سطحيين و بايعين القضية ؟!

أرجوكم إحنا كشباب و رجال الأجيال اللي جت بعدكم فينا اللي فايض بينا، أنتم مش عارفين تساعدونا بأي شيء، و حتى لما اعترضنا و شجبنا، كنتم السبب الرئيسي في إن الأوضاع ساءت أكتر، نزلتم أيدتم و اخترتم و شتمتونا و أهنتونا على إننا مش فاهمين، و طلعنا في الآخر إحنا اللي الصح

لو فيه مننا كتير عايز يسيب البلد و يمشي؛ فده لإنه شايف إن عمره و حياته و شبابه بيضيعوا و هو مش عارف يعمل أي شيء، شايف إن الجيل اللي أكبر منه حطم حلمه و أهانه و كمان بيستمر في الإهانة و عايز يلبس له كمان أسباب الخراب و الدمار

مش إحنا اللي جيبنا فلان و لا علان، و مش إحنا اللي فرطنا في الأرض، أنتم اللي عملتم كده، إحنا اللي مش عارفين نعيش حياتنا و لا حتى عارفين إذا كان من حقنا نحلم و يبقى عندنا أمل في بكرة


سأكون حُلُماً من أحلامي

إرسال تعليق

حقوق النشر © شعاع من الماضي جميع الحقوق محفوظة
x