تعليقا على أزمة شيرين بما إنه تاني أكبر موضوع شاغل الناس حاليا بعد الحادثة الإرهابية في نيوزيلندا، أنا حاحكي لكم حاجة شخصية بدون الدخول في تفاصيل ليس لها داعٍ.
من أكتر المشاكل اللي بتواجهني كأحمد إني عفوي و تلقائي جدا و ده مش دايما بيكون شيء كويس على طول الوقت لإن فيه بعض المواقف المفترض الإنسان يحسب كويس أي كلمة أو تعبير حيطلع منه لإنه وارد جدا المتلقي يفهمه غلط.
أحد الأسباب اللي كانت خليتني أقرر أقفل حسابي خالص و ما افتحهوش إني شفت في نفسي كوني شخص لا يصلح للتواصل مع الناس، بادي ناس كتيرة قدر هما مش بيكونوا عليه؛ يعني ممكن أعتبر شخص مجرد زميل أو معرفة بسيطة في مكانة صديق على سبيل المثال، و على الأساس ده باتعامل معه بطبيعتي، فيه بعض الحاجات اللي موجودة في شخصيتي في ذوقيات التعامل بالتزم بيها مع الجميع حتى مع أسرتي و اللي فيه ناس بيقولوا لي عليها في بعض الأحيان إني ببالغ في الاحترام أو التقدير، لكني شايف ده شيء كويس و مش باحب أغيره، لكني - مع الأسف - في بعض المواقف التانية يجانبني الصواب؛ فممكن أعلق بشكل ودود جدا على حد ناشر شيء عنده أو أتعامل معاه على أساس إنه صديق مقرب جدا فابتدي أتصرف و أقول كلمات عفوية ما ينفعش إنها تخرج غير لحد المفترض فعلا يكون في المكانة دي.
موقف معين مش حاذكره حصلت عليه ردود أفعال أصابتني بالاكتئاب و حسيت معاها بشيء من الإهانة، خليتني أخدت القرار اللي أنتوا عارفينه و ما رجعنيش تاني إلا بعد نشر الإعلان اللي مثلت فيه و ردود الأفعال اللي كانت بتلزمني إن يكون لي وجود يقدر بيه الآخرين يوصلوا لي و أقدر أوصل لهم برضه، لكني بعد ما رجعت قررت في البداية إني مش حاشارك إلا بحاجات قليلة جدا، بعد كده ابتديت أنشر بعض الحاجات البسيطة، و أعلق على بعض الناس المقربين جدا ليا أو أقول تعليقات بشكل عام مع التأني و التفكير أولا قبل ما اكتب.
يمكن اللي بأمل أكون اتعلمته في حالة لو ربنا أراد و وصلت لشيء من الشهرة مستقبلا إني أوزن كلامي و أختار إيه اللي ينفع يتقال و الأهم مين اللي يتقال له؛ كشخص مشهور ممكن جدا في قعدة مع صحابي نهزر و نضحك و نتريق و نقول كلام بشكل مفتوح، لكن مع الزملاء أو العلاقات اللي ليها درجات أقل، لازم يكون فيه حساب للكلمة قبل ما تطلع؛ مش أي حد يتقال له أي كلام و مش عيب إني أغلط و أتعلم و أحاول أصحح، لكن العيب إني أفضل مصر على نفس الحاجات اللي أنا عارف إنها حتسبب لي مشاكل أو على الأقل حتخليني في وضع أقل من قدري.
عشان كده شيء عرفت إنه بيخليني أقع غصبا عني في بعض المواقف السيئة بطلته، و مكان عرفت إنه ما بقاش مكاني بعدت عنه لإنه مش في كل الأوقات حينفع إنك تصحح غلطات أنت عملتها مع ناس و ترجع تتعامل معاهم و لا كإن فيه شيء حصل؛ في كتير من الأحيان قرار الكف و الامتناع بيكون أفضل و أسلم.
لو أنا شخص مشهور المفترض أكون عارف إني ما بقيتش زي أي حد و إن أي كلمة حاقولها حتى لو كانت عفوية حتتاخد عليا، ده بيختلف من عصر لعصر كمان؛ على سبيل المثال زمان كانوا الفنانين بيقولوا عادي في وسائل الإعلام إنهم بيشربوا خمور و بيقيموا علاقات بدون زواج و فيهم اللي أقر إنه بيلعب قمار، لكن المجتمع ساعتها كان مختلف، حاليا حتى لو حد بيعمل حاجة من دي ما ينفعش يظهر في وسائل الإعلام و يقولها.
إحنا كلنا مش راضيين على حاجات كتير بتحصل من حوالينا و عايزين نغيرها و بنتحسر لما بنشوف في أماكن تانية حاجات إحنا بنستحقها و مش بناخدها - إحنا بناخد برضه طبعا مع الفرق -.
في آخر كلامي، اللي باتمناه إن كل شخص يعرف "إن كل ابن آدم خطاء" ففكرة إن عشان حد بيغلط نعلق له المشانق و نقعد ننتقده و نمسح بيه الأرض و مش بنبص على نفسنا و على غلطاتنا، جايز جدا يكون شخص ارتكب غلطة أنت ما ارتكبتهاش، لكن أنت برضه بترتكب غلطة من نوع آخر، كلنا بشر و كلنا بنغلط و "خير الخطائين التوابون".