رسائل حب


الرسالة الأولى

منذ اللحظة الأولى التي وقعت عيناي عليكِ فيها، و أنا أتعجب من حالي هذه ؟!
ففي بادئ الأمر، أصبحتُ كلما خطت قدماي في أرجاء المكان و أنا أبحث عنكِ !

كنتُ أشعر بوجودك حتى لو لم تركِ عيناي؛ أجد الأرجاء من حولي تمتلئ بالفراشات التي تطوف فيه، أشم رائحة عطر الزهور، أشعر بنسمة هواء محببة إلى النفس، و بأن كل جزء قد تحول ليصبح ورديّ اللون؛ لونك أنتِ.

ربما لا أستطيع أن أجيب على تساؤلي الحائر؛ ما الذي جعلني أقع في أسركِ بهذا الشكل، حتى قبل أن يجمعنا أي حديث ؟ 

لأن كل ما فيكِ أسرني؛ ابتسامتك الرقيقة الخجلى التي تجعل الوجود من حولي يشرق و يبتسم هو كذلك لي، يداكِ اللتان أحسد عليهما حقيبتكِ أو هذا الكرسي أو أي شيء تلمسينه بهما، لكن هل عساي أن أحتمل لمسة واحدة منهما ؟ أعتقد أنني لن أستطيع !

ماذا عن شعرك الذي يبدو مثل شعر أميرات الزمن الذي ولى ؟ لا بل أنتِ نفسك أميرة قد هربت من الماضي السحيق و أتت إلى هذا العصر !

ماذا عن شفتيكِ الفاتنتين طيلة الوقت؛ و أنت تتحدثين أو تبتسمين، أو تحركينهما معترضة على أمر ما، هما فاتنتان حتى في لحظات الصمت الذي أحرُم فيها من سماع صوتك العذب.

كنت أعلم يقينا بأنني لن أستطيع أن أصل إليكِ مهما سعيتُ و حاولت؛ فأنتِ كالنجمة البعيدة التي لا يستطيع أي إنسان أن يصل إليها مهما فعل؛

فكل ما سيرجوه منها هو ضوؤها اللامع الذي يُنير حياته و يُشعِره بالفرحة و النشوة و السعادة، ثم تتبدل هذه المشاعر إلى الحزن و الضياع و الأسى لأنه لا يستطيع أن يمسها أو حتى يراها من قريب، و سيظل طيلة الوقت مُعلقا بأمل لن يتحقق أبدا.

ربما كانت رسالتي هذه لا معنى لها بالنسبة إليكِ، و ربما لا تصلك أبدا أو تراها عيناكِ الجميلتان، لكن عساها أن تعبر عما في داخلي من كلمة لا أستطيع أن أجد لها معنى؛ فما أشعر به و ما تستحقين أن يُقال لكِ، لا أعتقد بوجوده في أي لغة، لكن ربما أقربها إلى الحقيقة...

أحبك...

الرسالة الثانية

و أنا غارق في حيرتي من عدم تلقي رد منك؛ هل لأن عينيكِ الجميلتين لم ترَ كلماتي بعد، أم أنهما رأتاها و لم تلقَ منهما حتى قدرا يسيرا من الاهتمام ؟!

كم من الوقت سأنتظر حتى أفقد الأمل ؟ الأمل في أن ترى عيناي كلماتك الرقيقة أو تسمع صوتك العذب أو تشاهد ابتسامتك الساحرة مجددا ؟

الرسالة الثالثة

لا أعتقد أن الحيرة هنا من نصيبك أنتِ، بل هي من نصيبي أنا...

فطيلة الشهور الماضية منذ أن رأيتك للمرة الأولى، و أنا أسير هذه الحيرة، لا أعرف ما عساني أن أفعل، و كيف لي أن أتصرف...

كنت أقتنص الفرصة التي تجعلني أستطيع أن أقترب منكِ فيها، و حينما حانت و تحدثتُ إليكِ؛ فوجئتُ بأنكِ تناديني باسمي... هل تذكرين تلك اللحظة ؟

شعرتُ حينها بأن الزمن قد توقف، و أنتِ تلتفتين إلي باسمة و متحدثة، اختفى كل المحيطين بي و لم يعد أمامي أحد سواكِ !

كنتُ مأخوذا و أنا أتطلع إلى شفتيك الجميلتين و هما تنطقان اسمي، ثم يضيع مني كل شيء و أنا أرى عينيكِ تنظران إليّ مباشرة فأتوه في سحرهما ! لا أعرف حتى هذه اللحظة كيف تمالكتُ نفسي حينها !

هل ما حدث حقيقة بالفعل ؟ أم أنني أتوهم ذلك ؟ هل يمكن أن يسمع القمر نداء عاشق له و يعرفه من وسط كافة عشاقه الذين يتأملون جماله كل ليلة و يناجونه، و هم يعلمون يقينا أنه لن يسمع لأحدهم صوتا ؟! فما الذي سيجعله يسمع صوتي أنا ؟!

مشاعري مختلطة منذ هذه اللحظة؛ ما بين فرح و حزن و سعادة و ألم؛

أفرح و أسعد، و خيالك يطوف بي بين اللحظة و الأخرى، بل إنه لا يتوقف أبدا عن ذلك فأنتِ لا ترحلين عني و لو لقدر يسير من الوقت...

أما عن حزني و ألمي فأنا أحزن و أتألم لأن قلبي لا يحتمل ابتعاده عني، بعد أن غادرني و أصبح ملكا لكِ وحدكِ أنتِ يا حبيبتي...

الرسالة الرابعة

لا أعلم إن كانت أنانية مني حينما قررتُ أن أعترف لكِ بحقيقة مشاعري بعد أن مررتُ برفض منكِ تارة و تجاهلا تارة أخرى و كسرا بخاطري مرات و مرات، طيلة الفترة الماضية...
أم تراها كانت محاولة مني لفرض نفسي على مَنْ حاولت إخباري بشتى الطرق أن أبتعد عنها و ألا أتواصل معها مجددا ؟!
لماذا بعد كل هذا سعيتُ لأن أراسلكِ بعد فترة من عدم تراسلنا ؟ و لماذا لم أحاول هذه المرة أن أختلق حججا و أعذارا و أحاول أن أجد سبيلا يجعلني أتواصل معكِ ؟
ربما لأنه لم يعد هناك أي سبيل و أي طريق أستطيع من خلاله أن أتحدث إليكِ، سوى إخبارك بالحقيقة، التي أعتقد أنكِ قد استطعتِ فهمها من قبل، و ربما كانت سببا فيما حدث منكِ تجاهي...
أجرأة هي أم حماقة ؟ صدقيني لقد حاولتُ بشتى الطرق أن أنساكِ و أن أغير مشاعري تجاهك، لكني لم أستطع، كان حبي نحوك يزداد كلما مر الوقت،
حتى ابتعادي عنكِ ما زادني بكِ إلا تعلُّقا؛ لأنه في حقيقة الأمر، و كما كتبتُ كلمات مسبقا، شعرتُ أنها موجهة إليكِ أنتِ، و ليس لأحد سواكِ، حتى و إن كانت قد طافت بخيالي قبل أن ألقاكِ بسنوات عدة:

أنتِ دوما أمام عينيّ كلما فتحتهما أو أغلقتهما، كلما انكببت على عملي لأنهيه، كلما قرأت في كتاب أو تصفحت ورقاته، كلما سمعت صوت عبد الحليم يتغنَّى بكل ما أشعر به تجاهك، حتى كلما قمت للصلاة أراكِ في دعائي و توسلاتي لله.
حينما تتحركين بخوفك و حذرك، بقلقك و حزنك، برغبتك في نيل شيء من السعادة، حينما تبتسمين و تضحكين و تتوه عيناك في الأرجاء بحثا عن المجهول؛ يختلج قلبي من السعادة و أنا أنظر إليك؛ أبتسم حينما تبتسمين، أضحك حينما تضحكين، تتوه عيناي في الأرجاء بحثا معك عن المجهول، هل استطعتِ أن تجديه بعد ؟ و هل استطعتُ أن أجده كي أمنحك إياه ؟
كيف لي أن أنساك و أن أدفن حبي و مشاعري إليك و أنت أميرة أحلامي ؟

كيف لي أن أفعلها ؟ لا أعتقد أنني أستطيع !

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السفر عبر الزمن: الآن أو اللحظة الحالية !

أسير