الدماء تغلي في عروقه

 المشكلة الحقيقية الحالية في أي نقاش يُطرَح هي التعصب الشديد للرأي؛ فحينما يسمع الشخص رأيا مخالفا له، يشعر بالدماء تغلي في عروقه، و يعمد إلى تسفيه الشخص الآخر و يحاول جهده أن يهينه بأبشع الاتهامات، مع أنه يجب أن يُركز كلامه و مناقشته على الهدوء و التروي و البحث الصحيح؛ حتى يرد عليه ردا صحيحا مُفحما...

لكن - مع الأسف - الشخص الآخر يعمد إلى أن يكون أقل هدوءً، يُطوِّع الأدلة و يلويها لكي تتوافق مع رأيه - حتى لو كان هذا ظاهريا -، و يستخدم أسلوب الشخص الآخر ضده؛ أي إنه حينما يرد عليه بالسُباب فإنه يمنحه ما ينشده؛ فيقول للعالم؛ أنا أتحدث وفقا للعلم و آداب الحديث، و هذا يتحدث وفقا لعصبيته دون منطق !!!!

الرد يجب أن يكون غير مباشر؛ بمعنى أن أعرض أنا فكري و رأيي وفقا للأدلة الحقيقية، دون أن أهتم بتوجيه أي شيء للطرف الآخر، و هذا حتى موجود في الدين؛ فالرسول صلى الله عليه و سلم حينما ظهرت قصائد تهجوه و تهجو القرآن، لم يرد عليها و الصحابة بشكل مباشر، كان ردهم غير مباشر بأخلاقياتهم و بتأكيدهم على المعاني القويمة التي تنفي الادعاءات الباطلة.

الطرف الآخر يمتلك الأموال و الإعلام و الدعم المادي و المعنوي، و نحن لا نمتلك إلا الحضارة الصحيحة، و هذا من المفترض أن يكون أقوى، لكن مع الأسف يضيع منا نتيجة ما ذكرت...

سأكون حُلُماً من أحلامي

إرسال تعليق

حقوق النشر © شعاع من الماضي جميع الحقوق محفوظة
x