البارحة كنت في جنازة و دفن و عزاء عمي الشيخ خالد - رحمه الله و غفر له و أسكنه فسيح جناته - و هناك أشياء عديدة رأيتها و أراها دوما في الجنازات، أكرهها؛ لذلك أرغب من كل شخص يقرأ كلامي هذا أن يعتبره وصيتي في حال جاءني أمر الله و قضاؤه - "و ما تدري نفس ماذا تكسب غدا و ما تدري نفسي بأي أرض تموت" -: -
* أرجو ألا يرتدي أحد - سواء كان من أهلي أو أقاربي أو أي شخص آخر - ملابس العزاء السوداء المتعارف عليها، بل أن تكون الملابس زاهية باعثة على الراحة في نفس كل من يراها.
* أرجو ألا يصرخ أو يتشنج أحد أو أن يتزاحم الناس - رجالا كانوا أو نساء - أو يولول أحد عليّ؛ فهذا فيه شبهة اعتراض على أمر الله و قضائه، بل أن يُمسك كل شخص بمصحف و يقرأ فيه، أو يرتل ما يحفظ من آيات القرآن الكريم أو الأدعية المتعارف عليها.
* أرجو أن يُقام العزاء في مكان مخصص لذلك و ألا ينشغل طريق و أن يكون سهل الوصول لأي شخص يرغب في أن يجيء.
* أرجو أن يكون ترتيل القرآن الكريم بمكبرات صوت مناسبة، لا تبعث ضجيجا و لا تؤذي من يسمعها، بل تبعث في النفوس الراحة و السكينة و تسمح لمستعمها بأن يخشع و يتدبر آيات الرحمن الرحيم.
* أرجو أن يكون مكان الدفن غير مزدحم، لا يتكبد إنسان عناء الوصول إليه، باعث على الراحة في نفوس الأهل و الأقارب و كل من يرغب في الزيارة، سواء كان عند الدفن أو عند الزيارة فيما بعد.
* أرجو حينما يتذكرني أحد بعدها؛ أن يدعو لي بالرحمة و المغفرة و بالثبات عند السؤال.