بعد ما اتخرجت كنت رايح شركة أقدم على شغل و لم أتوفق في المقابلة، لكن المهم كان معايا والدي لإنه يعرف المسؤولين في الشركة بحكم طبيعة عمله السابق،
اللي كان بيجري معايا المقابلة كان طلع سجاير و قال لي: "أنا عارف إن أستاذ صالح مش بيدخن، بس هل أنت بتدخن يا أستاذ أحمد ؟"
أي حد عارفني، يعرف كويس إني مش باطيق السجاير و لا التدخين بوجه عام، و عندي حساسية منها، لكني في اللحظة دي رديت و قلت له:
"حتى لو بادخن؛ حادخن قدام أبويا ؟"، واضح إن هما كانوا عايزين حد مدخن في الشركة.
الواقعة دي تحضرني لإني حصَّلْت الفترة اللي كان فيها الراجل مستحيل يدخن قدام أبوه أو حد كبير من العائلة،
بقيت باشوف من كذا سنة فيه عائلة بالكامل مكونة من أب و أم و أبناء؛ شباب و بنات، قاعدين على قهوة و بيشيشوا مع بعض - و الله بتحصل فعلا -، فيه مرة حتى لاحظت بنت كانت بتشد و تقريبا المبسم كان مسدود؛ فإديته لأبوها و خمنت الحوار اللي ما بينهم:
"بابي مش عارفة أشد".
"وريني يا حبيبتي كده".
الأب يشفط بخبرة السنين فيخرج الهواء...
"المبسم كان مسدود بس يا روحي، لما تحصل معاكي بعد كده، شدي كذا مرة ورا بعض و انفخي و هي حتسلك".
البنت تشد و تُخرج الدخان من فتحتي أنفها في سعادة.
لما ناس بيسألوني حاليا عن مواصفات العروسة اللي طالبها، بقيت باحط شرط إنها تكون "غير مدخنة" و ربنا ما باهزر !
ملحوظة: بقالي سنين ما صيفتش ! ادعوا لي أصيف السنة دي قبل ما الحرب العالمية التالتة ما تقوم !